رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محمود السعدني يكتب: عمي وأستاذي كامل الشناوي


رثى الكاتب محمود السعدنى، صديقه كامل الشناوى في مقال له نشر بمجلة صباح الخير عام 1965 قال فيه: «كان فريدا بين الرجال، ولقد صادفته وأحببته وتعلمت منه الكثير، وقد علمنى أن أكره أعدائى على طول الخط، وأن أحب أصدقائى على طول الخط، وأن أحب بلا قيد ولا شرط، وأن أكره بلا قيد أو شرط، وأن أكون كالقائد الحاسم إذا هاجمت دمرت هدفى تماما وإذا انسحبت وضيت لا أنوى على شيء.


وعلمنى أن عدوى يظل عدوا حتى ألقاه، فإذا التقينا ذاب الثلج وتبدد الضباب، وعلمنى أن أحتقر الشيء الوسط، وأن أعشق الأغبياء والأذكياء معا، ومن أحلامى الآن أن أكتب دراسة وافقية عنه..الصبى المعمم الصغير الذي خرج من السيدة زينب، وهرب من الأنهر ليتربع على رأس المجتمع.

المتمرد الذي هجر الدراسة كافرا بالمناهج العقيمة والعقول الجامدة هرب إلى الحياة ينشد عن شيء يحبه ويحن إليه كالشعر والفن والغناء وباختصار خرج ينشد البحث في الحياة.

وفى كل مرة أمسكت بالقلم لأكتب هذه الدراسة ترددت ثم توقفت.. فما أصعب الكتابة عن رجل مثل كامل الشناوى في حب الحياة، ثم أن الصلة القوية التي تربطنى به حتى الآن قد تعيننى عن مواطن ضعفه وتشدنى إلى مواطن القوة فيه.

ودراسة عن هذا الرجل ينبغى أن تكون شاملة وكاملة وموضوعية لأنه لم يكن شيئا عاديا، لكنه كان شيئا مهما وكبيرا أثر في عصره وتأثر به،وترك نتفا من نفسه في العشرات الذين تتلمذوا عليه، والذين أعجبوا به، والذين شغفوا حبا في بفنه.

رحمة الله عليه عمى وأستاذى وصديقى كامل الشناوى..الذي مضى وحيدا بعد أن عاش حياته وصاغها على النحو الذي كان يشتهيه.. ولذلك ستبقى حياته أعظم إنتاجه، لأنه لم يحترف الحياة، لكن الحياة عنده كانت أمتع هواية لديه.
Advertisements
الجريدة الرسمية