إعلان

بالصور: كنز إسلامي مخفي في جبال "رودوب" ببلغاريا

06:30 م السبت 23 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم - هاني ضوه :

هل يتخيل أحد أن هناك كنزًا إسلاميًا مخفيًا في أحد الأماكن منذ مئات السنين؟ .. هذا صحيح فهذا الكنز تمت تخبئته في قرية "تشنجردير" في جبال رودوبي ببلغاريا .. ولكن ما هو هذا الكنز؟

هناك في ذلك المكان الساحر يوجد عشرات المخطوطات الإسلامية النادرة التي كتبت بخط اليد، في مكتبة هناك خبأها القرويون خلال الفترة الشيوعية لحمايتها، ومن ضمن هذه الكنوز نسخة من القرآن الكريم يسمونها بـ "القرآن الذهبي" لأنها كتبت بماء الذهب وتعود إلى القرن 14 الميلادي.

كما تضم هذه المكتبة أيضًا مخطوطات تركية وعربية وعثمانية، على الرغم من أن الكثير من سكان هذه القرية البلغارية لا يفهمون ما فيها لاختلاف اللغة، ولكنهم كانوا حريصين أشد الحرص على حمايتها وتخبئتها من الشيوعيين.

وهذه المكتبة توجد في مسجد ذي مئذنة مزدوجة بني في وسط قرية "تشنجردير" في جبال رودوبي ببلغاريا، ويضم أكبر مكتبة في البلاد بعد المكتبة الوطنية في صوفيا من حيث مخطوطات الأعمال الإسلامية، حيث يوجد هناك أكثر من 800 كتاب وأكثر من 400 من المخطوطات النادرة في مجالات الفقه والقرآن والتصوف والتاريخ والفلسفة وعلم الفلك وغيرها، وبلغات مختلفة منها العربية والتركية والفارسية.

يقول هاري براهيمباشيف، عمدة القرية السابق، إنه بعد بناء المسجد في عام 1999، كانوا بحاجة إلى بناء مكتبة وتعيين 7 من الشباب للقيام بهذه المهمة: فقام المتطوعون بجمع هذه المخطوطات القديمة والتي يعد أقدمها نسخة "القرآن الذهبي" التي تعود إلى القرن الرابع عشر.

وتمت كتابة لفظ الجلالة "الله" وكلمة التوحيد في هذه النسخة من المصحف بالذهب وكذلك تم تذهيب حواف الورق، وله غلاف من الخشب، ولكن فُقد منه حوالي 10 صفحات.

وهناك نسخة أخرى من المصحف ولكنها غير مذهبة، ولكن يعتقد السكان هناك أنها تعود أيضًا إلى القرن 14.

وتضم المكتبة كذلك كتبًا أثرية ونادرة بعضها طبع في تركيا العثمانية ومنها ما طبع في المطبعة الملكية في فرنسا، ومن بين هذه الكتب كتاب "الدر المكنون" لابن عربي عام 1620م، وغيره.

ويشكو عمدة القرية من عدم قدرتهم على ترميم هذه الكتب والمخطوطات العتيقة لأنه لا يوجد خبراء في هذا المجال عندهم، ولكن هناك مجموعة من شباب القرية قاموا بأخذ دورة تدريبية لمدة أسبوعين في المكتبة الوطنية بصوفيا، لكي يكونوا قادرين على التعامل مع هذه الكتب والمخطوطات النادرة والمحافظة عليها قدر المستطاع، خاصة أن بعض هذه الكتب قد أصابها العطب بسبب الرطوبة وسوء التخزين.

وكان القرويون يقومون بتخبئة هذه الكتب والمخطوطات الإسلامية في الأسقف والأقبية إبان الحكم الشيوعي هناك حيث كانت محظورة، وحاول السكان المحليون إصلاح بعض الكتب بمحاولات شخصية، وخياطة الصفحات الممزقة.

وفي عام 2011 قام عبد الرحمن أكباش، الذي كان يعمل في المديرية العامة للمطبوعات الدينية للشؤون الدينية، للقرية بتسجيل هذه الأعمال، كما تم إنشاء فهرس يحتوي على أكثر من 500 عنوان.

فيديو قد يعجبك: