يرغب العديد من الأشخاص بالتخلص السريع من الوزن، وأمثال هؤلاء قد يقعون فريسة سهلة للإعلانات الترويجية المضللة، دون العودة إلى الطبيب المختص، ولهذا قد يتعرضون لمشكلات صحية جراء تناول أدوية أو مستحضرات لتخسيس الوزن غير مرخصة ومغشوشة.
وفي هذا الإطار حذر أطباء مختصون من مخاطر استعمال منتجات التخسيس بدون وصفة طبية وتجنب استخدام المستحضرات التي يروج لها في وسائل الإعلام وعبر المواقع الإلكترونية لعلاج السمنة، مؤكدين أن خطورة هذه المنتجات تتعدى الفوائد التي قد تتحقق في إنقاص الوزن لتتسبب في الإصابة بالسكتات الدماغية والجلطات القلبية، فضلا عن إمكانية تسببها في حدوث السرطان خصوصاً أن العديد منها يضاف إليها مادة “فينولفثالين” التي ثبت تسببها في حدوث السرطان.
آثار وخيمة
ووفق هيئة الصحة ـ أبوظبي فإن الغالبية العظمى من منتجات التنحيف وإنقاص الوزن التي يتم الإعلان والترويج لها، وتستخدم على نطاق واسع تعتمد على مادتين كيماويتين بصفة أساسية، ولها آثار وخيمة على جسم الإنسان خاصة مع الاستعمال الطويل ومنها مادة “سيبوترامين” التي كانت تستخدم في السابق لعلاج السمنة، وتم منع استخدامها في الدولة وسحبتها جميع دول العالم بسبب ارتباطها بزيادة خطر الآثار الجانبية القلبية الوعائية، مثل الأزمة القلبية والسكتة الدماغية، إضافة إلى مادة “فينولفثالين” وهي مجموعة مسهلات محفـزة، تعمل على انقباض الأمعاء فتؤدي إلى زيادة حركتها وكانت تباع في السابق دون وصفة طبية، ولكن بعدما ثبت أنها تسبب السرطان في الحيوانات المخبرية أصبحت تباع بوصفة طبية وبجرعات قليلة جدا حيث تؤثر على عمل الأعصاب والعضلات وتؤدي إلى الضعف العام والإعياء.
إعلانات مضللة
ورصدت هيئة الصحة ـ أبو ظبي ما يزيد على 190 منتجا من مستحضرات التنحيف وإنقاص الوزن المغشوشة التي تحتوي على هذه المواد الخطيرة، حيث أثبتت نتائج التحاليل التي أجريت على عينات منها في مجمع زايد لأبحاث الأعشاب وفي مختبرات وزارة الصحة ووقاية المجتمع والبلديات إضافة إلى المراكز العالمية احتواءها على هذه المواد بجرعات عالية.
وأكدت الهيئة أن هذه المنتجات يتم تسويقها بشكل غير نظامي وغير مرخص عبر القنوات التلفزيونية أو رسائل الهواتف المتحركة أو بعض الإعلانات المبوبة، حيث يتم إغراء المستهلك بقدرة هذه المستحضرات على إنقاص الوزن بنسبة كبيرة وفي وقت قياسي، ومن هذا المنطلق جددت هيئة الصحة تحذيراتها من الانسياق وراء الإعلانات المضللة ووسائل الترويج المختلفة غير المرخصة، والتي تقوم ببيع الأدوية والمستحضرات الصحية والعشبية مجهولة المصدر وغير المسجلة في الدولة، حيث إن هذه الأدوية والمستحضرات قد تكون ذات خطورة بالغة لعدم معرفة محتواها من المواد، حيث قامت الهيئة بتحليل بعض هذه المنتجات واتضح غشها بعدد كبير من المواد الممنوعة التي تسبب الإدمان أو السرطان أو التأثير على القلب.
مكاسب كبيرة
وفي السياق نفسه قال الدكتور فؤاد أحمد استشاري الجراحة العامة والسمنة في مستشفى برجيل بأبوظبي: إن الشركات التي تقوم بإنتاج مستحضرات التخسيس تعمد إلى وضع هذه المواد الكيماوية المحظورة في منتجاتها، وتتعمد إخفاءها في النشرة الدوائية داخل العبوة لتوهم المستخدم بأن محتوياتها عشبية ولا ضرر منها، وبالتالي يتم الترويج لها على هذا الأساس بغرض الحصول على مكاسب مادية كبيرة بغض النظر عن صحة المستهلكين.
وحذر الدكتور فؤاد أحمد من الانسياق وراء هذه الإعلانات المضللة وشراء مثل هذه الأدوية والمستحضرات من خارج الدولة سواء عن طريق الإنترنت أو جلبها من الخارج نظرا لعدم مأمونيتها وسلامتها، وضعف الرقابة عليها في العديد من الدول وافتقارها إلى متطلبات التصنيع الجيد للأدوية.
ولفت إلى أن هذه الشركات تقوم فقط بتغيير شكل العبوات واسم المنتج في حالة تم حظر منتجها القديم في أي دولة حول العالم، ليعاد الترويج له باسم آخر على الرغم من وجود المحتويات نفسها في المنتج المحظور، منوها بأن ذلك يظهر وجود الكم الهائل من تلك المستحضرات في الأسواق.
وبين أن هيئة الأدوية والعقاقير الأميركية قامت منذ سنوات بحظر استخدام دواء “ريداكتيل” من جميع أنحاء العالم بما فيها دولة الإمارات نتيجة للدراسات التي أجريت على الدواء بعد التسوق، وأكدت أن المادة المستخدمة في العقار “سيبوترامين” نتج عنها زيادة في الإصابات بالجلطات الدماغية والذبحة الصدرية لدى عدد من المستخدمين.
تلاعب
شدد الدكتور فؤاد أحمد على أهمية استخدام الأدوية المعتمدة والمرخصة في تخسيس الوزن وهي بالفعل قليلة ولكن مأمونة الاستخدام، خاصة عندما يقوم الطبيب بكتابة الجرعات المناسبة حسب حالة كل مريض.
لافتاً إلى أن الأدوية المعتمدة من قبل الهيئات العالمية بعد فترة من الاستخدام يتم حظرها بعد أن يثبت أن ضررها أكثر من نفعها فما بالك بأدوية ومستحضرات معروفة بالغش والتلاعب في مكوناتها.
تعليقات: 0
إرسال تعليق