أكرم القصاص - علا الشافعي

حرق الكتب بمدرسة "فضل" أمام التلاميذ..قتل لقيمة الكِتاب بداخلهم

الثلاثاء، 14 أبريل 2015 09:00 م
حرق الكتب بمدرسة "فضل" أمام التلاميذ..قتل لقيمة الكِتاب بداخلهم حرق الكتب بمدرسه فضل
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتأكد كل يوم التناقض بين ما يقال، وما ينفذ، بين الشعارات وما يطبق على أرض الواقع، فبينما تنطلق الشعارات، بأن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، والكتب تواجه بالكتب، يأتى قرار الإدارة التعليمة بالهرم، الموجه لمدرسة فضل الحديثة، بضرورة التخلص من الكتب المحرضة على العنف والتطرف.

وهذه ليست المشكلة الرئيسية، وإنما طريقة التخلص من الكتب هى الكارثة، إذ قامت مديرة المدرسة، وبعض المدرسين، بجمع 75 كتابًا من الكتب الموجودة فى مكتبة المدرسة منها كتب " "أحداث النهاية" للداعية محمد حسان، و"عدو الإسلام" لجلال دويدار، و"منهج الإصلاح الإسلامى" للدكتور عبدالحليم محمود، رئيس مشيخة الأزهر الأسبق، و"جمال الدين الأفغانى" لعثمان أمين، و"الإسلام وأصول الحكم" لعلى عبد الرازق، و"صفات المسلمة الملتزمة" للداعية السلفى محمد حسين يعقوب، و"أصول الحكم فى الإسلام" للدكتور عبد الرازق السنهورى، و"هذا هو النبأ العظيم" للدكتور زغلول النجار"، وقاموا بحرقها فى فناء المدرسة، أمام التلاميذ والطلاب، فى سيناريو أشبه بجرائم حرق الكتب التى قام بها الحُكام الديكتاتوريين على مر التاريخ، وفى مشهد يذكرنا بجرائم داعش بحرق كتب الفلسفة فى العراق.

كيفية التخلص من الكتب بحرقها، هو الأمر المثير للقلق والخوف من عواقب هذا المشهد، الذى سيظل عالقًا فى أذهان التلاميذ، فكيف نهدف لتنشأة جيل سوى، يقدر قيمة الكِتاب، وقيمة الاختلاف فى الرأى، وقيمة الحرية، وفى نفس الوقت نحرق أمامهم الكتب، التى من المفترض أن ننمى بداخلهم حب القراءة.

وهنا علق الدكتور حسنين كشك، الخبير بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، من يعتقد أن حرق الكتب يقضى على التطرف، فهو خاطئ، لأنه لو كان كذلك، لكان الأمر سهلا ويسيرًا فى القضاء على التطرف.
وأضاف الدكتور حسنين كشك، أن طريقة التخلص من الكتب التى وقعت فى مدرسة فضل، وتحديدًا بالحرق فى فناء المدرسة، وأمام التلاميذ، هى طريقة فاشية، وتمثل أعلى درجة من الاستبداد المرتبط بالجهل، ويعتبر استعراض مريض.

وأوضح الدكتور حسنين كشك، أن الأجدر بنا أن نصنع عقل نقدى فى التعليم المصرى، يقوم على تربية العقلية النقدية، وليس العقلية المتخلفة، لأن حرق الكتب أمام التلاميذ، قد يخلق فيهم أشخاصًا متطرفين، ويقتل بداخلهم الإحساس بقيمة الكتب، والقراءة، والأفكار.

ومن جانبه قال الدكتور طه أبو الحسن، أستاذ الصحة النفسية وعلم الاجتماع بجامعة مصر الأمريكية، إنه من المفترض صدور قرار بالتخلص من الكتب داخل المدرسة يتم من خلال لجنة متخصصة وعالية المستوى، تحدد ما إذا كان الكتاب يحرض على العنف فعلا أم لا؟، موضحًا أن الأفكار يجب أن تحارب بأفكار.

وأضاف الدكتور طه أبو الحسن، أن حرق الكتب داخل مدرسة فضل الحديثة، سلوك مستهتر، ولا تحمد عواقبه، إذ سيرتبط هذا المشهد فى أذهان التلاميذ، ويضرب فى ذاكرتهم، مما يساعد على تنمية العنف فى داخلهم.

وأوضح الدكتور طه أبو الحسن، أن بعض الكتب التى حُرقت لا تهدف إلى العنف، مثل كتب الدكتور عبد الحليم محمود، رئيس مشيخة الأزهر الأسبق، والدكتور عبد الرازق السنهورى، وغيرهم، وهو ما يدل على أن المُدرسين الذين قاموا بهذا الفعل المشين لا يفقهون شيئًا، ويجب معاقبتهم.


موضوعات متعلقة..


خلال أيام.. الأبنودى يرى حلم حياته بافتتاح متحف السيرة الهلالية










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة